خمس خطوات لكتابة الخبرات في السيرة الذاتية بأفضل طريقة

بعد إمضاء اثنا عشرة سنة في التعليم الأساسي وأربع إلى ست سنوات أخرى في الجامعة، قد تصطدم بالواقع المر أنك لا تملك الخبرة في مجالك والتي تكون متطلباً للحصول على معظم الوظائف. وحين تختار الشركات والمؤسسات أن تستقطب حديثي التخرج فإنها بطبيعة الحال لا تستند في قرارها على توظيف شخص ما على مجرد شهادة أو معدل تراكمي. في الواقع، تتطلع الشركات إلى أولئك المفعمين بالحماس للتعلم والتطور والنمو والذين يملكون العديد من المهارات المختلفة بالإضافة إلى  مهارات تواصل فعالة لتعلمهم وتحولهم إلى موظفين مساهمين في تطوير الشركة. الجدير بالذكر أن ذلك لا ينعكس فقط من خبرة العمل بل من مصادر خبرة عديدة نذكرها فيما يلي:

• خبرات العمل
  أفضل مصادر الخبرة تعزيزاً لسيرتك الذاتية هي تلك التي تكون نتيجة عمل، تحديداً إذا كان في نفس مجال تخصصك. قد تكون هذه الخبرات عمل دائم أو عمل جزئي أو عمل موسمي أو تدريب. أي كان نوعها فهي إضافة جيدة لسيرتك الذاتية حيث أنها تظهر معرفتك بأبجديات سوق العمل والعلاقة بين الموظف والشركة والحقوق والواجبات. وفي حال أن كنت من حديثي التخرج فيجدر بك أن تُضمن كل خبراتك المهنية كالعمل في قطاع البيع بالتجزئة، العمل الموسمي إلخ…، لأنها تظهر حبك للعمل وروح الإقدام والمبادرة ولأنها حتما ستكون أضافت إلى معرفتك بشكل أو بآخر. 
• خبرات العمل الحر
  وفرت الثورة التقنية الكثير من فرص العمل الحر عبر الإنترنت لمعظم الوظائف، التقنية منها غالبا. يعكس هذا النوع من الخبرات أخلاقيات عمل ومهارات مهمة كالإنضباط وتنظيم الوقت وإدارة المهام. ذلك لأن عملك الحر يتطلب منك أن تكون ملما بمهام مختلفة كالتسويق وخدمة العملاء وإدارة المدخولات والمصروفات بالإضافة إلى الخدمات التي تقدمها. من ناحية أخرى، يمكن لمسؤولي التوظيف والموارد البشرية الإطلاع على تقييمات عملائك للمشاريع التي أنجزتها مسبقا إذا كانت تعمل من خلال منصات العمل الحر الشهيرة كـ upwork أو Fiver، مما قد يعزز من مصداقيتك وخبرتك لدى الشركة.
  

• خبرات الهوايات
  قد يدفعك الفضول أو الشغف  للتعلم والخوض في مجالات بعيدة تماماً عن مجال اختصاصك كالتصوير أو البرمجة أو التصميم الجرافيكي أو التحرير الصوتي، إلخ… رغم أن هذه المهارات قد تكون عشوائية وخارج نطاق التخصص إلى أنها حتماً تعكس مقدار عالياً من الإنضباط والفضول للتعلم وربما قد تكون سببا في حصولك على وظيفة ما. وحيث أن هذه الهوايات لا ينطبق عليها ما ينطبق على باقي أنواع الخبرات لأنها لا تشتمل على مقدار معين من الوقت أو الإنجاز أو المهام فيتم وضعها في أحد هوامش السيرة الذاتية ويكون تقييمك فيها ذاتياً يصف مدى إتقانك للمهارة عن طريق النقاط أو الشريط. على سبيل المثال، لو كنت تمتلك مهارة في التصميم الجرافيكي فيجب أن تكون متمكنا من برنامج Adobe Photoshop أو Adobe Illustrator على الأقل، يمكنك إبراز هذه المهارة على النحو الآتي كما هو موضح في الصور أدناه:

ومما يجب التنويه عليه أن الهوايات في هذا السياق هي التي قد تعود بالنفع في المستوى المهني على الشركات أو المؤسسات وليست أي هواية. فكرة القدم أو الطبخ هي هوايات لكنها لا تعود بالنفع على الشركات مثلا. خصوصا في حالة الطلاب حديثي التخرج قد تكون المهارات لها أهمية كبيرة لكن يجب إعطاء الأولوية القصوى لبناء سيرة ذاتية تعكس مدى مهنيتك واحترافيتك.

يجب أن يكون ما تكتبه عن خبراتك السابقة يعطي تصوراً شاملاً عن كافة تفاصيل العمل بشكل دقيق وشامل في آنٍ واحد. فيما يلي ستجد النقاط التي يجب أن تتضمن كل خبرة مكتوبة في سيرتك الذاتية:

• • المسمى الوظيفي: وهو ما يصف وظيفتك بشكل عام ويجب أن يكون مكتوباً بشكل كامل بدون أي اختصارات و يتطابق مع  مهامك التي ستذكرها لاحقا.
  • جهة العمل: وقد كانت شركة أو نادي طلابي أو عمل حر. أي كانت، يجب أن يُكتب الاسم كاملا بدون أي اختصارات ويتطابق مع الاسم اللذي تقدم به الشركة نفسها أو ما تعرف به.
  • مكان العمل: يحبذ أن تضاف المدينة والدولة في حال تعددت أماكن الخبرات خارج إطار دولة أو مدينة الشركة التي تتقدم بطلب التوظيف إليها. 
  • تاريخ العمل: ويتضمن الشهر والسنة. في حال كنت ما تزال على رأس العمل قد تكتب “إلى الآن”.
  • الوصف الوظيفي: ويجب أن يكون شرحا لأهم مهامك الوظيفية بشكل موجز وشامل.

حين العمل على صياغة سيرة ذاتية مثيرة للإهتمام، تعطى الأولوية لإبراز نقاط القوة. فيما يلي ثلاث طرق مختلفة لترتيب خبراتك في السيرة الذاتية، قد تختار منها ما يبرز مهاراتك وقدراتك.

• الترتيب بناء على الزمن
  في الترتيب المبني على الزمن، سترتب كل خبراتك من أحدث خبرة في الأعلى إلى أقدم خبرة في الأسفل. يعتبر هذا النوع من الترتيب الأكثر شيوعاً لأنه يظهر تطورك على الصعيد المهني في تسلسل زمني واضح. وتكون هذه الطريقة مناسبة في حال كنت تمتلك بعض سنين الخبرة.
• الترتيب بناء الوظيفة
  في الترتيب المبني على الوظيفة سيتغير هيكل السيرة الذاتية المعتاد ليصبح التركيز على إنجازاتك ومهاراتك. يتم تصنيف المهارات والإنجازات حسب متطلبات الوظيفة التي تتقدم إليها. فيما يتم ذكر اسم الشركات السابقة مع تاريخ العمل تحت فقرة الخبرات. تتناسب هذه الطريقة مع حديثي التخرج وأولئك المتطلعين إلى تغيير مسارهم المهني أو أولئك الذين يملكون فراغ زمنيا بين وظيفة وأخرى.
• مزيج الزمن والوظيفة
  حين اختيار هذا النوع من الترتيب يتم ذكر المهارات والقدرات في فقرة منفصلة أولاً وتتبعها بعد ذلك فقرة الخبرات. يعد هذا النوع من الترتيب مفيدًا لإبراز مهارات وقدرات معينة، تحديداً  لذوي الخبرات المتنوعة والمبدعين مثل المصممين أو الفنانين.